محتويات
شهر رمضان هو شهر القرآن وشهر الخير والبركات، شهر الطاعات شهر ليلة القدر والشهر الذي يعتكف فيه المسلمون بالمساجد في انتظار ليلة القدر، وهو شهر الصيام الذي نتقرب به لله تعالي، فالصيام من الأعمال الصالحة التي تثقل الميزان بالحسنات وتمحي السيئات، والصوم يعلم الصبر ويقوي عزيمة الإنسان وقدرته علي التحمل.
ورمضان شهر يحمل الكثير من الأوقات الجميلة، مثل أوقات الذكر وقراءة القرآن واداء الصلوات وعلي وجه الخصوص صلاة التراويح، وهو شهر الصدقات التي يساعد بها المسلم أخواته المسلمين من غير المقتدرين، والصيام يعني امتناع المسلم عن السلوكيات والعادات السيئة، وهذا لا يقل أهمية في امتناعه عن الطعام والشراب، ولقد فرض الله الصيام قبل الاسلام علي أمما من قبلنا.
أقرا ايضا
أسماء شهر رمضان قديما
تعددت الأسماء قديما لشهر رمضان المبارك، حيث أطلق عليه العرب بالجاهلية مسميات كثيرة، فكان يطلق عليه بلغة أهل عاد وثمود اسم “تاتل” ويعني الانسان الذي يأخذ شربة الماء من البئر أو العين التي بها الماء، وهذا ما جعل علماء اللغة تتدلل علي أن شهر رمضان قديما كان شهرا من شهور الشتاء.
ومن الاسماء القديمة الاخرى التي أطلقها العرب علي شهر رمضان، هو اسم زاهر لأن ظهور هلال رمضان كان موافقا، لموعد نمو النباتات وازدهارها وتفتح الزهور والورود، التي كانت تنمو بالصحراء والتي كانت سقيتها قائمة علي هطول المطر.
ولقد قام العرب القدامى بتغيير أسماء الشهور القمرية، وجعلوا اسمائها مستمدة من خصائص وأحوال البيئة المحيطة بهم، واقترح كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي صل الله عليه وسلم، أن يسمي رمضان بهذا الاسم، وذلك لقدومه وقت الصيف الذي تشتد فيه الحرارة وتزيد سخونة الشمس، وكان العرب يسمونها قديما وقت الرمضاء، وتعني أيضا شدة العطش وهذا جعله علي ارتباط وثيق مع الصيام، لأن الصائم وقت الصيف تكون معدته ساخنة من قلة شرب الماء، وقيل أن كلمة الرمضاء تعني الذنوب التي تحترق، وقال البعض الاخر انه اشتق من كلمة رمضت ومعنها باللغة احتسبت، وهذا يتوافق مع ما يقوم به الصائم في امتناع وحبس نفسه عن المفطرات.
الصيام قبل الاسلام
- الصيام عادة موجودة منذ القدم لدي العرب وغيرهم، وظلت تتنقل من بين الأمم ولكن كان يوجد اختلاف في أيامها وطريقة الصوم، حتي سبب الصوم اختلف أيضا من أمة إلي أخري،وكان من الامم القديمة التي اهتمت بالصوم هم قدماء المصريين، وكان الصيام عندهم فرض كي يتقربوا من الموتى، ويمتنعوا عن الطعام والشراب لأن الميت لا يشرب ولا يأكل، وكان الصيام ينقسم لصوم العامة أو الشعب، حيث يمتد لفترة سبعين يوم، يأكلون فيه الخضار ويشربون الماء فقط، ويوجد صيام في موعد الحصاد ويمتد لفترة أربع أيام، وأما عن صيام الكهنة فله مواعيد خاصة غير الأيام المخصصة للسعب وكانوا لا يأكلون ولا يشربون شيئا احتراما للموتى.
- وكان الصوم عند اليهود أو بني اسرائيل، وهو اشارة للحزن وليكفروا به عن ذنوبهم وخطاياهم، وكانوا يصومون أياما متعددة منهم يوم التنصيب ويوافق يوم الثالث عشر من مارس، وصيام يعرف بإيام الحداد ومدته ثلاث أسابيع، صوم الأيام التي خرب الهيكل واليوم الاخير من كل شهر ويطلقون عليه يوم الغفران، ويصومون الأيام التي تقرأ بها التوراة.
- وأما الصوم عند المسيحين فهو أياما كثيرة ومناسبة عدة، وأهما صيام الخامسة والأربعين يوما والتي يوافق بعدها عيد الميلاد، والصيام الثاني هو خمس وخمسون يوما ويوافق بعدها عيد الفصح أو عيد القيامة، ويوجد ما يعرف بصيام الرسل ويبدأ من خمسة عشر يوما ويصل بعض الأحيان إلي أربعين يوما، ويليه صيام العذراء مريم ويقدر بحوالي واحد وعشرين يوما.
وأما العرب في الجاهلية يصومون صوم عاشوراء وكان النبي صل الله عليه وسلم يصوم عاشوراء قبل نزول الوحي وانتشار الاسلام، وهو اليوم العاشر من محرم وهذا اليوم كان يقدسه العرب، ويسدلون استارا علي الكعبة، وكان الرسول صل الله عليه وسلم قد أمر بصومه بعد هجرته الشريفة إلي المدينة، فكان فرضا إلي أن فرض الله سبحانه وتعالي علينا صيام رمضان، فأصبح يوم صيامه سنة.
متي فرض الله الصيام علينا في شهر رمضان؟
فرض الله سبحانه وتعالي الصيام علي المسلمين، في السنة الثانية من هجرة النبي صل الله عليه وسلم، ومن هذا التاريخ حتي يومنا هذا يصوم المسلمون شهر رمضان، فهو الركن الرابع الذي من الاركان التي يقوم عليها الاسلام، وهو الصيام المفروض علينا، وأما باقي أيام الصيام الاثنين والخميس وستة من شوال فصومها يكون اقتداء بسنة الرسول صل الله عليه وسلم.
ولقد فرض الصيام علي كل مسلم قادر وبالغ وعاقل وراشد، وكل من يستطيع الصوم فليصوم، فالصوم يجعل الانسان ممتنعا عن ارتكاب المعاصي والذنوب، ويشد من عزمه وقادرا علي تحمل الشدائد، ويكفر به عن سيئاته، وتحثه للعطف علي الفقراء والمساكين، ويحثه أيضا علي أهمية التقارب إلي الله وعلي قراءة القرآن، فهو حقا شهر الخيرات والبركات.
ويصوم المسلمون بعد ثبوت رؤية هلال رمضان، والتي يتم استطلاعها في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان كل عام، وهو ما يعرف بيوم الشك أي قد يثبت هلال رمضان أو لا يثبت، فإذا لم يتحقق ثبوته نكمل عدة شعبان ثلاثين يوما، كما ورد في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم، فصوم رمضان مرتبط بظهور الهلال وثبوت رؤيته.